القصائد الفصيحة



من بسمتيكِ..
البدر يفقِد نورَه
وتذوبُ أفئدةٌ…
وتُتْلى سُوْرَة

ويلوذُ فيكِ الطفل..
يلجأُ خائفًا من ضجَّةِ
الدُنيا.. لديكِ سروره

يتحسس المعنى
فأيَّةُ لفظةٍ حمراء
تلعنه… وتهدم سورَهْ!

قد جاء
من أقصى المدينة
ساعيًا ..
فهبيه منكِ القبلة المأثورة

واستنطقيه الشعرَ..
أنتِ حروفه
أنتِ البلاغة..
أنتِ عُمق الصورة

عشتارُ..
ما كان الغرامُ مؤلَّهٌ
حتى أتيتِ بهيَّةً .. أسطورة!

لبَّى إليكِ
فأنتِ حجَّةُ شعره
وهوت إليكِ
بيوته المكسورة

لا تسمعي
فيه النصيحة، واقبلي
فالحُب ..
لا يحتاجُ فيه مشوره!

ولقد رأى عُنُقَ الزجاجةِ ضيِّقًا
فأتاهُ..
يأمل بالغرامِ.. عبوره!

أمضى القصائد فيكِ
كلُّ قصيدةٍ
كتبت بعينيكِ العتيقةَ
سورة!



لا شيء
إلا أن نكون سويَّا
والعشقُ
يَخلُصُنا إليهِ نجيَّا

وغناءُ تشرين
الذي لا ينتهي شوقًا
يرتِّلُ حبَّنا الأبديَّا

ويطول ليل العاشقَيْن عليهما
ليكون هذا البرد أوجعَ كيَّا

وأنا المقلَّدُ فيكِ
نصف متاهتي
ألا تنامي الليلَ بينَ يديَّا

ماذا جنيت من الغياب؟
قصيدةً كتبت بدمع الأين
في خدَّيَّا!

يا مُثْلَ أفلاطون
إنِّي ناقصٌ
فلتُكملي ما ضاع من جنبيَّا!

تلك القصائدُ
كنت قبل أقودها
نحوَ الخيال
لكي أعودَ إليَّا!



صبي لي الشقراء
في فنجاني
يا ضبيةً
خُلقتْ لأجلِ بياني

يا بسمةً
ضاءت بليل لقائنا
فتملَّكت روحي
وعُمق كياني

لا تحملي الإبريق
فوق أكوبنا
يكفي رُضابكِ
أن يحيط لساني

وسأترك الأشياء
أنتِ قضيتي
فتبسمي
حتى يخطّ بناني

ما كان آدمُ
في الجنانِ مؤنَّسًا
حتى أتت حوا
بكلِّ حنانِ

العشقُ مئذنةُ الوجود
بلالها في صوته
يقضي على الشيطانِ

والعشقُ مملكة الخلودِ
وقيسها ملكٌ ..
ويحكمها بِلا فُرسانِ

وأنا القصيدة
حين لاحت بسمةٌ
من ثغرها
ترنو إلى الأحضانِ

ولقد عشقتكِ
دون أي إرادةٍ مني
فصرتِ إخافتي وأماني

كالقاربِ المملوءِ خوفًا
عندما نابت شواطئهُ
عن الطوفانِ

وأتيتُ أمتشقُ القصيدةَ
كي أرى
ضوء الحياةِ
بثغركِ الخجلانِ

وأطوف في صحْن المحبةِ
ريثما يأتي الوصالُ
مكفِّرًا أشجاني



من فكرةِ المعنى..
أتيتُ رُكاما
فتبسَّمي!
فالحُزن بعدكِ ناما

لُغةُ الشموخ
كسرتُ قبلُ حروفها
ووطئت أرضَ الحُبِّ
والألغاما

آمنت أني فيكِ
أعظمُ مؤمنٍ
ولأجلِ عينيكِ
الحلالُ حراما

أوهكذا!
تنساب كلُّ مشاعري
وتروح أحزاني
تدقُّ خياما!

لا فِطرَ في الحبِّ
الحياة كأنها سبعٌ عجافٌ
والغرامُ سقاما

وأنا بدربِ العاشقين
مدلَّهٌ
والعشقُ
أن نحيا الحياة يتامى

قولي: كرهتكَ
لا تغيبي فجأةً
الهجرُ جهلًا
يخنق الأنساما!

لا بأسَ
لم أسمع "أُحبُّكَ" قبلها
قلبي سخيفٌ
حين حبَّ ترامى!



قِف بالصروح، فإنها معتلَّة
فابن الحجارةِ بات يغرس نبلَه!

لو يقصف المغضوب ملء شِماله
ضحِكَ الشهيد بوجهه.. وأذلَّه

دمه على أرضِ النِّضالِ
يقوده نحو السما
في اللهِ يجمَعُ شمْلَه

أولاءِ قومٌ لا توسُّطَ عندهم
فالصدرُ سُكناهم بأول حَمْلَة

سبعون عامًا والشهيدة لم تزل
تؤتي الحياةَ رصاصتين، ونَبْلَة

وتقول للأنقاض: ها تلكَ اسمعي
طلقات جيشِ الله.. خلفَ التلَّة

سنحرر الأقصى، ونبكي فرحةً
في ساحةِ المبكى، نقيم الحفْلَة

حجر الصغير الآن صارَ مدرَّعًا
بدعاءِ أُمٍ، أو تنهُّدِ طِفْلَةْ

ودمُ الشبابِ اليومَ صار مؤججًا
واهتاج كالطوفانِ .. يختِمُ فصْلَه:

أرضُ العروبةِ لي، ولي زيتونها
والشاطئ الممتدُّ فاسأل رملَه

لا نستكين من الجِراحِ
لأننا أهل العزائمِ
والكِفاحُ جبِلَّةْ!

والله أعطى ذا الفقارِ لمكةٍ
وبهِ سيحفظُ أمنَ أولِ قِبلة

ماضٍ يقودُ المسلمين بحكمةٍ
من ذا تُرى يومًا سيحمِلُ حِمْلَه!

يا كاتبَ التاريخ.. خُذ أقلامنا
واكتُبْ بأن: القدس يعرِفُ أهله!



سأُعِدُّ أجوبتي لطفلٍ يسألُ
يأتي إليَّ.. مُحارِبًا ما يجهلُ

ويقول: علِّمني المحبة يا أبي
فأقول: داء الحبِّ حين يُؤوَلُ!

ويقول: هل غرناطةٌ تاريخنا؟
ويقول: هل في القدسِ صلَّى الأوَّلُ!

قد كان يا ولدي الحنينُ مؤجلًا
والآن يا ولدي الحنينُ مُؤَمَّلُ!

إياك أن تدعو بأن يأتي غدًا
عِش في براءتك، الشبَابُ مثقَّلُ!

واحذر..
فنصف العيشِ خوفٌ يا أبي
الخائفون.. هُمُ الذين استبسلوا!

والله نعرفه.. ونعرف أهله
لا باللحى.. بل بالفؤادِ تبتَّلوا!

عِش مثلما تهوى.. فإنَّكَ ميتٌ
واعلم.. بأنك عن حياتكَ تُسألُ

واستفتِ قلبكَ يا بُني..
فإنهم كذبوا على الدين
الذين تغلغلوا!

احبب.. تجد أن الحياةَ جميلةٌ
وجليلةٌ، لا مثلما هُم دجلوا

أنا يا بُنيَّ
أخاف أن تأتي
وما شيءٌ على هذي الحياةِ مؤهَّلُ